*مر أكثر من ساعتين وأنا أجلس بغرفة مغلقة ...خافتة الاضاءة ..أصغى بامعان لسورة "يوسف" بصوت الشيخ "محمد سعيد" ..وكلما أتت الآية الكريمة "بل سولت لكم أنفسكم أمـــرا فصبر جميل" ..أغلق الكاسيت وأعيدها ..لأكثر من 14 مرة..
فجأة أغلقت الكاسيت ... وشغلت أغنية عدوية "يا بنت السلطان" بأعلى نغمة ... فأتت أمى مهرولة وعلقت "ربنا يهديلك نفسك"...
*أمسكت بأجندة التليفون وهاتفت كل الأرقام التى وقعت عليها عينى من أعرف ومن لا أعرف .... ثم ... مزقت الأجندة قطعا صغيرة ووضعتها فى طبق من الصينى وأشعلت النار بها .. وظللت أنظر اليها حتى احترقت عن آخرها..
*حققت أمنية أمى ورغبتها الملحة وارتديت "جيبة" .... فعلقت هى "آه ... كدة بقيتى بنت....بلاش بقة والنبى البنطلونات الجينز دى ... شحتيها لأى حد ".... فنزلت على رغبتها وعند خروجى توجهت مباشرة لأقرب محل ملابس واشتريت بنطلون جينز وارتديته وتركت "الجيبة" لعاملة المحل...!!!!!!!!!!
*أحضرت سلحفاتى المائية وظللت أتحدث معها لأكثر من ساعة ونصف .. وما بين الحكاية الأخرى كان هناك فاصل من "الدود المجفف" الذى تعشقة وتطارده داخل الحوض الزجاجى بينما أقذفه أنا لها تارة يمينا وأخرى يسارا وكأننى أدربها على العدو...ولكننى اكتشفت أنا هذا "الفاصل من الدود" لم يكن الا رشوة لسلحفاتى علها تشاركنى الحوار و تجيبنى على أسئلتى الحائرة ...
*ارتديت فستانا أسود "سواريه" .. ووضعت على كتفى بالطو أسود طويل فرو ... أكره رائحة هذا الفرو .. ولكن أعشق مداعبته لرقبتى .. ركبت سيارتى وشغلت أغنية i'll always love you وظللت أمشى فى ثلاث شوارع فقط ذهابا ايابا لمدة ساعتين ونصف متواصلة وأنا مغلقة لهاتفى المحمول ... فتحت الهاتف رأيت ثلاث رسائل من أمى "انتى فين يا شيماء؟" .... فأرسلت لها رسالة "انتقلت الى جوار ربى"...
* ظل يحملق بى ليل نهار... أينما أذهب أجده .... رسائل معلقة بمساحة سيارتى .... أحيانا أخرى وردة حمراء بداخلها كلمة "بحبك"... اقتربت منه ... نزلت برأسى قليلا حتى أسمع ما يقول ... لم يراوغنى فى الحديث ... بل أصاب الهدف مباشرة وطلبنى للزواج ... فدعوت الله "اللهم انى لا أسألك رد القضاء ..ولكنى أسألك اللطف فيه "... وربت على كتفه قائلة : روح يا حبيبى روح ..زمان ماما بتدور عليك ...