اذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا .... وأحرقنا قصائدنا وأسكتنا أغانينا

ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا .... وصار العمر أشلاء ودمر كل ما فينا

وصار عبيرنا كأسا محطمة بأيدينا ...... سيبقى الحب واحتنا اذا ضاقت ليــالينـــا

الرائع/ فاروق جويدة

الخميس، 7 أبريل 2011

ثورة عقول

مررت بثلاث تجارب -ليست بالغريبة- خلال الشهر ونصف الماضيين لا أنكر أنهم تركوا أثرا سيئا بداخلى ولكن تلك الأثر ليس شخصى .... بمعنى أننى لم أتضايق شخصيا منهم لأنى مررت بمثلهم سابقا كثيييرا جدا فأصبحت والحمد لله محصنة ضد "الزعل" ... ولكن ما أحزننى هو تكرار وانتشار مثل هؤلاء لدرجة أنهم أصبحوا أغلبية عظمى ومن يتصور غير ذلك فهو مخطىء

الثلاث تجارب هم "عرسان الهنى" الثلاث الذين يمثلون 80% من رجال مصر للأسف الشديد....

لم أعد ألمح فى عين أمى الفرحة الغامرة التى كانت تنتابها سابقا عندما يدق جرس الهاتف معلنا عن قدوم الناصر "صلاح الدين" أو العريس المنتظر .. كل ما ألمحه الآن نظرة خوف وترقب وجملة ترددها مؤخرا كثيرا ( يارب نفسى أفتح  باب الشقة مرة واحدة ألاقى قدامى واحد يسر قلبى .... نفسى يارب ..بلاش العاهات اللى بتيجى لبنتى دى)...
ولكن واضح أن دعوتها لم تفتح لها السماء بعد ..... ف يعينى الست فتحت الباب 3 مرات الشهر اللى فات واتغمت واتصدت نفسها

الثلاثة لا يختلفون عن بعضهم البعض ... جميعم لا يريد شريكة حياة تقف بجانبه ... تشاركه آراءه.... تعزز أفكاره ... تنمى طموحاته وطموحاتها ... يدها متشابكه وملتحمه بيده وقلبه وعقله  وفكره ووجدانه وكأنهم شخص واحد ..كيان واحد...  جسد واحد.... لا .... لا يريد أيا منهم هذه المرأة ....بل يريدون امرأة تجيد فن الطبخ والغسل والانجاب والمكوث بالمنزل أكبر فترة ممكنة الا أن يشاء الرب ويسمح لها الناصر صلاح الدين بالخروج ... يريدون امرأة لا تعلم أى شىء عن العالم الخارجى أو ما يحدث حولها بمعنى آخر ..ثقافة = صفر ...فهم يعشقون هذه المرأة الجاهلة الأمية تشعرهم بفحولة رجولتهم ...
واستكمالا لمبدأ تنمية الفحولة والذكورة هذا فمن الضرورى اذا تحدث جلالته أن  تنبهر بنضوج عقله وسمو أفكاره وعظيم  آراءه وعمق اطلاعه واحاطته المطلقة بكل ما يدور حوله .... وأن تجيد هى "فن الجهل" .. ان لم تستطع ف يجب أن تتصنع مدى الجهل الوراثى الذى تعانيه ...وأن تشعره أنه هو ... هو وفقط موسوعة الفكر والمعرفة... من الآخر ربنا كرمها وبعتلها عريس "ويكيبيديا".... 

وامعانا وتأكيدا على مبدأ الفحولة والرجولة فان جميعهم"الثلاثة" ومن سبقهم ومن سوف يأتى من بعدهم يرفضون رفضا مطلقا مبدأ أنى امرأة عاملة ( ده على أساس انى بشتغل رقاصة فى كباريه مش بشتغل مترجمة محترمة فى شركة كبيرة) لأن العمل من وجهة نظرهم سيكون عائقا كبيرا أمام الطبخ والكنس والغسل... ولا يدركون أن من تريد أن تنجح فى كلا الجانبين الحياة الشخصية والعملية ستنجح طالما أرادت هى ذلك..

واحد من هؤلاء العرسان سألنى مباشرة أول سؤال بعد مرور دقيقتين من جلوسى معه ...
1- هل تصلين الصلوات الخمس؟
أنا : الحمد لله...
2- لو حد قاللك البسى نقاب توافقى؟
أنا : لأ اللى عايز واحدة منقبة من الأول يروح لواحدة منقبة ولو ان لا فى حديث ولا آية بتقول ان النقاب واجب
3- بس لبسك يعنى ..... محتاج تعديل؟
أنا : انت مش شوفتنى فى الفرح اللى شوفتنى فيه وأنا لابسة كدة ..... وشوفتنى عند قريبتنا وأنا لابسة برده بنطلون جينز وبلوزة وحجاب عادى جدا ... وحاطة مكياج وبرفان..... يعنى لا لابسة نقاب ولا خمار ولا هلبس .... من يوم ما ربنا خلقنى وأنا بلبس كدة وهفضل كدة مدى الحياة... ومش اللبس اللى بيحدد درجة احترام الانسان لا كل المنقبات "ملايكة" ولا كل اللى بيلبسوا بنطلونات شياطين.... واللى حاسس انى لبسى من الأول مش عاجبه جاى يجوزنى ليه ... مرحش يتجوز احدى الأخوات الفاضلات اللى قاعدين يصطادوا عرسان من الجوامع ليه
3- ايه رأيك فى "أنصار السنة"؟
أنا : أنا لا أعرف أنصار سنة  ولا شيعة ولا اخوان ولا سلفيين  ولا بحب حد فيهم.. أنا أعرف ربنا وقرآنه ونبيه محمد وبس ... أعرف الاعتدال وبس
4- تفتكرى مين اللى رأيه المفروض يمشى فى البيت ؟
ده يتوقف على الحاجة اللى مختلفين فيها .... بس فى الآخرالرأى الصح اللى ييجى بالمشاركة والحوار
5- طب لو اختلفنا يعنى وخلاص مفيش فايدة ..رأى مين اللى يمشى ... ؟
بصيت فى عينيه لقيته بيملينى الاجابة .. يعنى عايزنى أقوله "انت طبعا" .....ف قولتله ... الرأى الصح هوه اللى يمشى ... وكل حاجة بتبقى بالحوار والمشاركة ولازم كل حد من الطرفين يتنازل من ناحيته شوية عشان الحياة تمشى.....
دى حرب يا ولاد ولا جوازة....!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

استمر الحوار العقيم لمدة ساعة دعوت الله خلالها أن يجيرنى من هذا الجدال الفاشل فى أسرع وقت..

ولم يختلف الأخرون عنه فى نظرية أن المرأة مكانها المنزل ... ومبحبش الست اللى بتتكلم وليها رأى وشخصية ووجود دى ... الست تربى العيال وتقعد فى البيت و تنبهر وتدلل شفتها وتفتح بؤها انبهارا بثقافة وآراء وفكر جوزها وبس..... وعمل المرأة ده مصيبة سودها لازم تنتهى بسرعة

بنت خالى دكتورة فى كلية سياسة واقتصاد ... آخر ما زهقت من الأشكال دى اتجوزت دكتور زيها بس انجليزى  الجنسية وعاشت معاه فى انجلترا ... وسعيدة جدا معاه... بس هل هوه ده الحل؟؟؟؟؟؟؟

الى متى سنظل هكذا ؟!!!! ... تحدثنا كثيرا عن الثورة والثورة المضادة والتغيير والفكر الجديد .. ولم نتحدث عن ثورة العقول ... كان الأحرى بنا أن نبدأ بالعقول أولا.... ثم نبحث عن السياسة ...

 الى متى ستظل نظرة الرجل المصرى أو الشرقى عموما للمرأة أنها وعاء يفرغ به طاقته الجنسية ... شخص يجب عليه أن يجيد فن الطبخ والتنظيف والجلوس بالمنزل وفقط ...
لماذا يعشق الرجل المصرى المرأة معدومة الشخصية ؟... لماذا يهوى المرأة المنكسرة الجبانة الجاهلة ؟... لماذا يريدها دائما تابع ؟ ..ألا يدرك أنه اذا ارتبط بمثل هذا النموذج ستنجب له جيل مماثل جاهل أمى متخلف بلا شخصية بلا كيان بلا رأى  ... ستنجب جيل جبان منكسر بلا ماضى أو حاضر ويرعبه المستقبل ...


كيف له هو أن ينجح ويحقق طموحه فى ظل وجود امرأة بهذا الشكل بمحيط حياته ..كيف؟
المرأة قوة دافعة تجاه النجاح والصعود والصمود أمام الأزمات ... المرأة أم وأخت وحبيبة وصديقة عند اللزوم .. المرأة حضن عميق دافىء فى الحزن والفرح أيضا.... المرأة عقل لا يستهان به ... وليست جسد وفقط ... المرأة هى النصف الآخر الذى تكتمل به رجولتك وليست تابع!!!!!

لست اطلاقا حزينة حزن شخصى لأننى تعودت على مثل هؤلاء ف اكتسبت حصانة ضد الحزن ... ما يؤلمنى حقا أنا هؤلاء يمثلون الأغلبية العظمى من الرجل المصرى والعربى للأسف الشديد ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطىء ...

كنا نحتاج ثورة عقول أولا قبل ثورة التغيير السياسى....

هناك 10 تعليقات:

Tears يقول...

غلط ان اى حد يحصر احلامه فى الجواز

و مافيش حاجة اسمها عانس...فيه حاجة اسمها انسان حر و سيفعل ما يشعره انه سيكون فى وضع افضل و لن يقدم على خطوة لمجرد ان يبدوا فى نظر اخرين افضل و يعانى هو وحده لان لن ينفعه احد

اوعى تجوزى و السلام و الا ح تعانى جدا و ح تلاقى نفسك ضحيتى بعمرك هدر

انتى كنتى طيبة معاه اوى و انا لو مكانك كنت انهيت الحوار من اول سؤال لان اصلا هو غير جدير بانى اكلمه اصلا..ده دماغه عاملة زى البلاعة اللى اتفتحت

و على فكرة فى الاسلام المرأه مش مهمتها الطبخ و الكنس و التنظيف و هو ملزم شرعا يجيبلها خادمة تعمل ده ولو هى عملته يبقى ده تفضلا منها بس الجهلة بياخدوا اللى يعجبهم فى الدين بس

IMSA يقول...

شيماء :
من المنطق والعقل والتفكير هو مواكبة الحياة التي نعيشها فلم تعد حياة سي السيد هي العامل الاساسي في المجتمع بعد أن اثبتت المرأة فاعليتها ومشاركتها سواء الوجدانية أو طاقتها الانتاجية والمشاركة في جميع نواحي الحياة ..
لم يعد هناك العصر المتحجر والذي يفرض على المرأة ان تكون جليسة المنزل بل تشارك في كافة مناحي الحياة ، كتفكير وعمل ومنزل ، حتى وإن جلست في المنزل فهي مشاركة في تركيبه وبنيانه ومن يعترض على ذلك لا يزال يعيش في العصر المتحجر والذي يريد البعض العودة له وبقوة ..
//
معكِ كل الحق في وجود الثورة والثورة المضادة وأن الحديث الآن لا يكون سوى عن السياسة ولكن الحق يقال أن هناك الكثيرين بل أكثر من 90% مغيبين ثقافيا وسياسيا ودينيا إن لم يكونوا ممسوحين عقليا ..
//
تحياتي لكِ وتقبلي ردي ومروري

Humman being يقول...

كتير أوى يا تيرز ببقى نفسى ألاقى طوق نجاة وبلاقيه دايما عندك انتى و kontiki دماغكوا مختلفة أوى وبتحس وبتفهم قبل مل تتكلم

صدقينى حياتى معدتش واقفة اطلاقا عند مبدأ الجواز من عدمه .. أنا بقيت ناضجة زيادة عن اللزوم ... دماغى معدتش دماغ الأطفال اللى ممكن يفرحوا بشبكة وفستان وعريس ويدخلوا يتصدموا ... يمكن ماما اللى شاغلة نفسها بالموضوع ده عنى... ووالله بقعد مع النماذج دى عشان خاطرها هيه بس

حياتى فيها حاجات كتير جدا مهمة ومليانة اللى حزينة عليه جدا جدا وده بجد والله مش كلام ان 80% من رجالة مصر كدة والله يا تيرز مش مبالغة ... ليا أصحاب كتير بتجيلهم النماذج دى... ليا قرايب كتير متجوزين النماذج دى ... حاجة تحزن .. امتى الدماغ دى هتتغير ...امتى؟؟!!!!!!!!

Humman being يقول...

IMSA....
عارف أنا سعيدة أوى أوى أوى بكلامك ده... عارف ليه؟ عشان اللى بيقوله راجل ومصرى ... بقالى كتيييييييييييير مسعتش الكلام ده من راجل مصرى... ياريت كل الرجالة المصريين يبقى عندهم الفكر ده والمنطق ده ياريت

"ممسوحين عقليا"... فعلا هما ممسوحين عقليا تماما..
شرفتنى بمرورك جدا

Tamer Nabil Moussa يقول...

صوابع ايدك مش زى بعضها

واكيد فى نوعية اخرى عكس ما كتبتى عنهم موجودين على راضنا الحبيبة مصر


والحكاية بالبلدى زى ما بنقول مش حكاية اختلاف بين بنت وولد

لان الاختلاف رحمة وذلك للتكامل بين الطرفين


الاختلاف بيكون فى الفكر والتربية

ربنا يوفقك

مع خالص تحياتى

Humman being يقول...

تامر نبيل موسى..

مش عارفة ليه يا تامر حاسة انهم أغلبية عظمى... من كل 10 ولا 20 لما تلاقى واحد فاهم يعنى ايه امرأة وايه دورها فى حياته وايه دوره فى حياتها

أتمنى من ربنا يكونوا أقلية لأننا بجد تعبنا ... وأعتقد ان الفترة اللى جاية دى محتاجة ناس بتفكر صح .... هنعمل ثورة سياسية ونفضل احنا بنفس الأفكار الجاهلية...

سعدت جدا بمرورك
شكرا

Ms Venus يقول...

تعرفى ليه هما كده يا شيماء ؟

علشان مع الاسف مع الاسف فى بنات عاوزة تتعامل كده فعلاااااااا


وعاوزين النظرة دى ليهم


الفساد السياسى

اقل خطر كتير من الفساد العقلى والاخلاقى وفساد الضمير كمان

Humman being يقول...

ms venus...
أيووووووووة فعلا فى بنات عايزة تتعامل كدة وشوفت من النموذج ده كتيييير جدا يا فينوس ولو مش ده اللى جواها بتتصنعه ... لدرجة انى شوفت بنات بتلبس الحجاب بس عشان تتجوز... وهى دى العقول اللى بتشجع الشباب دول يبقوا كدة
كل ده عشان تتجوز .. متعرفش ان ربنا كاتب كل حاجة فى وقتها وبأوانها وهتتجوز هتتجوز
ازاى العقول دى تربى جيل جديد واعى ؟

فاروق سحير ( فاروق بن النيل ) يقول...

أختى الفاضلة شيماء .........
أنا أعتقد غير هذا
ولست مخطأً
السبب أنكى قابلت نماذج ثلاثة غير سوية
وليس معنى هذا أن كل من طرق بابك هكذا
وليس معنى ذلك أن نسبة عظمى من المصريين خاصة والعرب عامة يحبون ذلك وأقول هذا من تجربتى وتجارب أصدقائى وزملائى الذين هم جميعهم بالتقاعد منذ أكثر من أربع سنوات مع أننا كنا عندما تزوجنا ( أنا تزوجت عام 1980) كانت الدنيا غير الدنيا بمعنى عمل المرأة كان قليل جدا والأكثرية لايعملون
سواء طبيعيا أم لظروف الزمن والحياة
عندما طلبت زوجتى الحالية للزواج إشترطت
عليها أن تكمل عملها بشرط ألا يؤثر على تربية الأولاد والبيت وإذا أثر فسوف تختار بنفسها تركه ولست أرغمها على ذلك فكانت ثمرتنا بالزواج( الذى بدأ بسفرنا وغربتنا سبعة عشر عاما )
مهندس ناجح ( محمد ) ودكتور طبيب إمتياز ( أحمد ) ولم أكن يوما أحتاج لمرتبها ولم أكن يوما أسمح أن تصرف على البيت سمحت لها فقط أن تكون حرة فى صرفه فكانت تغدق علينا وعلى ولدى بالهدايا فى المناسبات .
وهى الآن أمامها خمسة أشهر على التقاعد ومازلنا متفاهمين جدا وليس السبب التربية لوالدى ووالدتى
فقد كان والدى أزهريا مدرسا لغة عربية ودين وكانت والدتى مدرسة لغة إنجليزية وبمجرد زواجه منها أرغمها على ترك المدرسة بل عدم الخروج إلا مرة بالشهر لزيارة أختها وكانت فى كل مرة تتوه عن المنزل
أختى شيماء لاتقنطى من روح الله أصبرى وصابرى وسوف يأتيكى من يستحقك دمتم
أخوكى الأكبر/مهندس فاروق عبدالحفيظ سحير

Humman being يقول...

فاروق ابن النيل.....
والله أنا مش مركزة اطلاقا فى الموضوع ده .... أنا ببقى قاعدة وألاقى النكد جايلى لحد عندى
عارف المثل اللى بيقول يا قاعدين يكفيكوا شر الجايين

ثانيا والله يا أ/ فاروق لا هية منظرة ولا كذب بس حقيقة أنا جالى أكتر من 26 عريس بالمنظر ده ... أول مرة أعدهم وأنا قاعدة أتكلم مع العريس بتاع الصلاة ةاللبس ده لقيتنى سرحت كدة ومر أدامى شريط الكوارث اللى شوفتها

تجربة مش سهلة كونك تقعد أدام بشر بالشكل ده

فى ناس جاتلى كانت مناسبة بس عايزة تسافر برة مصر وأنا مليش فى موضةع السفر ده

أهه بفضفض معاكوا شوية ...وحيلتى أبدا مش واقفة على الموضوع ده والا أبقى غير سوية

مشرفنى دايما دايما بالزيارة