اذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا .... وأحرقنا قصائدنا وأسكتنا أغانينا

ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا .... وصار العمر أشلاء ودمر كل ما فينا

وصار عبيرنا كأسا محطمة بأيدينا ...... سيبقى الحب واحتنا اذا ضاقت ليــالينـــا

الرائع/ فاروق جويدة

الاثنين، 4 مايو 2009

ضعف

ما هو الحب؟ ولماذا نحب؟ وما هو توقيته بالضبط ؟ ومن نحب؟ ولماذا هذا الشخص بالذات ؟ هل من الضروى أن نحب من لنا سابق معرفة به ؟ ؟أم أننا نحب وفقط ؟


الحب شعور انسانى لاارادى غريب ، احساس بالانجذاب نحو شخص آخر من نفس الجنس أو مختلف عنه ، يحدث لنا دون أن نشعر ففجأة وبدون سابق انذار أو ترتيب أو اصرار أو ترصد نجد أنفسنا ننجذب نحو شخص معين فنطيل النظر اليه ، وونكرر هذا الفعل مرات عديدة ثم نستبق فرصة الحديث اليه......... ما أحلاه هذا الحديث مهما كانت تفاهته وعدم جدواه وانحدار مستواه فهو بلاغة فى أذن المحب ..موسيقى.. أغنية من تلحين السنباطى وغناء كوكب الشرق فى أحلى حالاتها.. وتكراره على أذن المحب هى أمنية العمر.


عندما نحب نفقد تماما ادراك الزمن والوقت .. عفوا فأنا أحب .. أنا فقط من يحدد أين ومتى ..لا يستطيع أحد مهما كان أن يحد من حرية حبى أو يسجنه "لأن هذا الشعور وهو الحب فى حد ذاته" غير معروف المعالم .. لا يمكن ادراك حدوده ، فهو بلا بداية ولا نهاية " - فنحن لا نعرف بالتحديد متى بدأ ومتى وأين سينتهى" .


حاولت كثيرا أن أعرف سببه .. بمعنى .. لماذا نحب هذا الشخص بالذات ؟ هل لأنه انسان طيب خلوق صدوق خدوم يتفانى فى اسعاد الطرف الآخر ... لا.. اطلاقا .. لأنى رأيت وعشت بأم عينى قصة حب كانت من طرف واحد لشخص كان يعشق فتاة "صديقتى" عشق لا يصدقه عقل فكان يتفانى فى عمل أى شىء يسعدها حتى قبل أن تطلبه .. وصرح لها بحبه فعلا وقولا أما هى فلم يهتز لها جفن ولم تشعر ناحيته بأى تغير أو حب أو حتى مجرد اهتمام .. وعندما سألتها قالت : لا أشعر تجاهه بأى شىء ولن أشعر مهما فعل


اذن الموضوع ليس اهتمام وتفانى من أجل اثبات شعور .. فما هو اذن هذا الشىء الذى يسمى حب!!!! كيف يتسلل الى قلوبنا ويحتل عقولنا ويسكن وجداننا مع سبق الاصرار والترصد .


أحيانا بل كثيرا تجد شخص يحب شخص آخر من عالم مختلف تماما عنه.. بيئة مختلفة .. ثقافة مختلفة .. فكر ..عمل .. مستوى اجتماعى مختلف .. فرق كبير فى العمر .. طباع متضادة تماما...الخ ومع ذلك تجده يحب بكل جوارحه وحواسه ومشاعره .


أحيانا كثيرة تجد الطرف الآخر غير مكترث بهذا الحب أو لا يعطى اطلاقا مقابل واحد على مليون مما يتلقى من مشاعر رقيقة ومع ذلك تجد الطرف الآخر مستمر فى مشاعره سعيدا بها حريصا عليها وكأنها جزء لا يتجزأ من كيانه لن يفرط فيه أبدا .


سؤال آخر ... هل نتلذذ بتعذيب أنفسنا وظلمها والتجنى عليها اذا أحببنا حبا من طرف واحد ؟ ولماذا نصر عليه ؟!! الاجابة : لأننا ببساطة لا نملك السيطرة على شىء غير محسوس .. غير ملموس .. لا نعرف أين يكمن وكم حجمه ووزنه وطوله وارتفاعه وامتداده وبدايته ونهايته ومدى انتشاره كى نقضى عليه من جذوره .


الحب ..امتلاك : لأننا عندما نحب فاننا نملك قلب وعقل من نحب


الحب شعور خالى تماما مما يسمى الكرامة : فعندما نحب ننسى أو نتناسى تماما أن لنا كرامة وكيان ووضع لابد أن نحافظ عليه ولا نهدره لأن أحيانا .. أحيانا نهب أعظم ما نملك لمن لا يستحق .


الحب أعظم شعور فى الوجود.. فعندما نحب نتحول الى أشخاص آخرين .. الى أطفال بكل ما تحمله كلمة طفل من نقاء وبراءة وصفاء وعفوية وطهارة ولامسئولية وفرحة وبهجة ونشاط وانطلاق لأفق بلا حدود .


الحب تسامح : فعندما نحب فاننا نتغاضى تماما عن أى عيوب أو أخطاء فيمن نحب لأننا أساسا لا نراها .. فنطوع العيب الى ميزة و الخطأ الى صواب والسيئة الى حسنة .


الحب الغاء للعقل تماما ومن يقول غير ذلك كاذب أو لم يحب حقا حبا حقيقيا مطلقا .


أخيرا ... الحب ضعف .. عدم القدرة على السيطرة على احساس يكبر وينمو بداخلنا... التغاضى عن كل خطأ بالرغم من كبر حجمه ومدى جرحه لنا ، عدم القدرة على البعد عن شخص أحيانا كثيرة القرب منه هو الدمار بعينه ... التضحية اللامحدودة من أجل شخص أحيانا يستحق مثلها ملايين المرات وأحيان أخرى لا يستحق حتى مجرد التفكير فيه وتكون النهاية صدمة مدوية تزلزل الكيان .. كل مفردات الحب هذه كلها ضعف .. ولكنه أعظم وأرقى ضعف يمكن أن نعيشه .

هناك تعليق واحد:

Magi Mostafa يقول...

ممكن يكون الحب ضعف بس ممكن بقيه تعقل تخلي الانسان يتغلب على ضعفه وصدقت فعلا ان الحب شعور لا ارادى لاننا ابدا مبنملكش اننا نختار الحب او حتى نتقعه
تحياتى