اذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا .... وأحرقنا قصائدنا وأسكتنا أغانينا

ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا .... وصار العمر أشلاء ودمر كل ما فينا

وصار عبيرنا كأسا محطمة بأيدينا ...... سيبقى الحب واحتنا اذا ضاقت ليــالينـــا

الرائع/ فاروق جويدة

الاثنين، 22 يونيو 2009

باراشوت

أحب عملى جدا وأحب طبيعته المتنوعة فليس عملى مقتصرا على الترجمة وفقط بل على المراسلات الخارجية للعملاء الغير مصريين ، احتكاكى بكل هذه الجنسيات المختلفة فى حد ذاته يكسبنى خبرة كبيرة والأفضل من هذا وذاك متعتى الشخصية فى ممارسة هذا العمل بكل تفاصيله الدقيقة ومشاكله المفاجئة التى تحتاج الى سرعة وتركيز ومتابعة مستمرة فى نفس الوقت ونشوتى الغريبة عندما تحقق شركتى أى نجاح أكون أنا أحد أركانه أو عناصره وكأن أرباح هذا النجاح ستؤوول الى حسابى الخاص وليس الى حساب صاحب الشركة .


يخرجنى عملى هذا أيضا من سيل التفكير وارهاصات الوحدة التى لا تنتهى ، فقضائى حوالى 9 ساعات فى العمل تقتل اليوم الثقيل الطويل ، ومع ذلك..... (الكلمة التى تغتال أحلامنا دائما - العفريت المتربص فى كل خرابة) لا يمر يوم الا وأفكر جديا فى ترك هذا العمل ، ليس اعتراضا على طبيعته ... لا... فطبيعته هى أجمل ما يجذبنى اليه .. ولكن بسبب البشر أنفسهم ، فدائما لا يخلو القطاع الخاص (أو حتى العام) من أفراد تجتمع فيهم مجموعة صفات غريبة تكون فى النهاية كائن لا أعرف هل هو بشرى أم ماذا؟!!!!!!!!!


احدى هذه الكائنات... . شخص... منذ أن قابلته للوهلة الأولى عرفت طبيعة شخصيته ... يؤمن بعمق شديد أن كلية التجارة بجميع فروعها (وليس فرع جامعة المنصورة فقط) لم تنجب نابغة مثله ، جمهورية مصر العربية بجميع محافظاتها وبلدانها ومراكزها وقراها لم تنجب عبقرية فذة وحيدة ومتفردة مثله ، لم ولن يتواجد زويل2 مثله على سطح الكرة الأرضية أو فى هذا الزمن ، وجميعنا (زملائه) لا نفقه أو نجيد عمل أى شىء سوى التعلم واكتساب خبرة من خبراته الفذة ، ومحظوظين أن فزنا بشرف العمل معه والاحتكاك به .


طبيعة عملى تختلف عن طبيعة عمله كليا ، ولكن بدايتى فى الشركة كانت تستلزم بعض التعاون بيننا حتى أجمع كم من المعلومات الأولية المهمة لأى شخص يبدأ عمل جديد (مع العلم أنى كنت أمتلك خبرة سابقة فى نفس هذا المجال نتيجة عملى السابق) .


عانيت كثيرا معه فى البداية حتى أتقبل هذا النوع من البشر الذى يلغى تماما كل من حوله ولا يرى الا نفسه، ولكن كثرة المعاناة جعلتنى أعامله معاملة تناسبه..... بمعنى آخر (أخدته على أد عقله) كى أريح عقلى وأستمر فى عملى، فى نفس الوقت حجمت أو حددت سيطرته المطلقة "المطلقة على باقى الزملاء" فى الشركة (أو على الأقل معى) ، فأدرك جيدا حدوده والتزم بها .


وفجأة وبدون سابق مقدمات وجدته يتقرب الى حياتى الشخصية (التى أضع حولها قيود خاصة) فيسأل عنى اذا تغيبت (مثله مثل الآخرين) ، يتحدث معى فى مواضيع عامة .. الدين .. الحياة.. البشر ...الخ). كنت أجارى الجو كما يقولون حتى تسير عجلة الحياة .


وفجأة مرة أخرى ........... وبدون سابق مقدمات وجدت باراشوت يحط فوق حياتى ..فلم يكتفى فقط بالزمالة العادية مثله مثل الباقيين ، ولكن وجدت العلاقة تأخذ شكل آخر لم أستطع تفسيره.. فمثلا.. اذا طلبت شىء من أحد سواء كان هذا الشىء شخصى أو فى نطاق العمل.. تحدث كارثة.. ويبدأ هو معى تحقيق (تطلبى ليه من فلان؟ .. اطلبى منى أنا فقط) ، جلوس بمكتبى بالساعة والساعتين (فكنت أشعر بالاغماء من كثرة كلامه وتحدثه عن ذكاءه المطلق وحسن تصرفه فى كل الأمور واجادته لكل شىء) فأقول.. "يا بت سايسى أمورك وسايرى الجو" . - سؤال عن أمى وأختى واهتمام دائم وزائد زائد زائد بهم ، اذا تغيبت يوم يتصل على تليفونى الخاص(الذى دائما ما يكون مغلق) مائة مرة ولا أبالغ فى مائة مرة .. ثم يحاول على تليفون المنزل (الذى يكون مفصول أيضا) ثم على تليفون أختى الذى حصل عليه بالصدفة ... فكان رد فعلى الأول على هذا السلوك سريعا وجافا بنفس سرعة وقدر اقتحامه لحياتى الخاصه ، فأرسلت له رساله على تليفونه الخاص مجملها أنى ألتزم معهم جميعهم بحدود خاصة لا أخترقها أو أتخطاها ، وأنتظر من الجميع نفس المعاملة ، وأوضحت له أن مقداره عندى مثل الجميع وتكرار ذلك يحطم زمالة أنا شخصيا أحترمها .


تكرر نفس السلوك ونفس الباراشوت الذى حط على حياتى ولم يلتزم بل تخطى كل الحدود فقررت قطع علاقتى تماما به ووضعت أسوارا عالية المنال للتعامل الا فى الحدود الضيقة جدا فى العمل .


بعد فترة ...عرفت بالصدفة من شخص مشترك بيننا أنه كان يخطط للزواج بى !!!!!!!!!!!!!!!!!! نزل على هذا الخبر كالصاعقة ... فهذا الشخص متزوج ولديه ثلاث بنات مثل الورود ، وليس هذا السبب فقط ولكن كيف تجرأ وفكر بهذه الطريقة ولماذا ؟ !!!! لماذا أنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟فهو متزوج من سيدة محترمة دائما ما كنت أتسائل يوميا كلما أراه أمامى.. كيف تتعامل معه هذه المرأة ولماذا وكيف تتحمله ؟؟


تساءلت ما الذى كان يدور بذهن هذا الرجل عندما قرر هذا القرار الغريب ، كيف تبلورت الفكرة بداخله ، مع العلم أنه يعد من المتشدقين "بقال تعالى.. وقال الرسول" ولكنه أيضا من الفئة التى تطبق من الدين ما يحلو لها ويخدم هواها. من المؤكد أنه أقتبس "مثنى وثلاث ورباع" وترك بقية شرع الله لمن يحلو له تطبيقه.


طب( قال فى باله ايه ؟!!!!! ) دى بت بقى عندها 31 سنة وما هتصدق أشاور لها تيجى تجرى فرحانة .. هيه هيه هجوز) اذا كان هذا الافتراض هو الأقرب اليه .... فالأفضل لى أن أموت اذا كانت هذه هى نظرة الناس لى ، ولكنى أدرك تماما العقلية الريفية" التى هى أساس تفكيره" التى تؤمن حقا بهذه الأفكار المتخلفة الغبية العوراء التى تنظر للأشياء والأشخاص بعين واحدة ، هذا بجانب أيضا شخصيته المتفردة الأحادية التفكير والاتجاه التى ترى الأشياء من وجهة نظرها هى وفقط والتى دائما ما تكون صائبة "أكيد من وجهة نظره هو" .


ولكنى.. وفجأة .. قررت ألا أتشائم .. وألا أفكر وألا أعطى حجما أو قدرا لهذا الموضوع لأن الشخص نفسه والحياه لا تستحق.. وألا أنظر فى أعماقه أو أدرس خباياه أو دوافعه الحقيقية مهما كانت .. قررت فقط أن أضع حدود زائدة للجميع مهما كان ... قررت أن أنظر للموضوع النظرة السطحية العادية وفقط .. ثم أنسى هذا الموضوع تدريجيا أو بالأحرى مرة واحدة كأن لم يكن حتى لا أجن .

ليست هناك تعليقات: