اذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا .... وأحرقنا قصائدنا وأسكتنا أغانينا

ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا .... وصار العمر أشلاء ودمر كل ما فينا

وصار عبيرنا كأسا محطمة بأيدينا ...... سيبقى الحب واحتنا اذا ضاقت ليــالينـــا

الرائع/ فاروق جويدة

الأحد، 3 يناير 2010

بيت بلا جدران

خرجت من عملها مسرعة ...فما زال أمامها الكثير لتنجزه...و"الوقت" ...آه من هذا اللعين الذى يجرى وكأنه فى حلبة سباق لا يرجو الا الوصول للنهاية لادراك هدفه......فتتشابك الأفكار بداخلها كعادتها كل يوم متسائلة.... كيف ستنجز كل ما تريد على أكمل وجه ؟؟؟... فحياتها ممزقة ما بين.... "عمل حكومى" يبدأ فى الثامنة صباحا؟؟...مرورا بقضاء متطلبات "والدتها"؟؟ ..وصولا لارضاء الزوج والابن؟؟ ...وهكذا ...تتصارع بداخلها المسئوليات التى لا تنتهى...والتى سرعان ما يوفقها الله لانجازها.

أسرعت الى السوق لتشترى متطلبات والدتها "المسنة"... ولم تنسى أيضا متطلبات بيتها... "ورق العنب" الذى يهواه "يوسف" زوجها ... كمية معتبرة من "الموز" الذى يعشقه "تيمور" ابنها...وهكذا تظل عينيها تبحث هنا وهناك عما يهواه الزوج .. وما تشتهيه الأم .....وما تسترضى به الابن بعد غياب أكثر من 9 ساعات عنه فى العمل.


تسابق الزمن الى منزل "الأم" ... تعانقها وتذهب مباشرة الى المطبخ... وتبدأ فى الطهى وهى ما زالت مرتدية ملابس العمل...


ويبدأ الحوار المعتاد بينها وبين والدتها الذى يظل حائرا يجرى ذهابا وايابا ما بين أرجاء المطبخ الى أرجاء "الصالة" حيث توجد الأم ...:


الأم : عملتى ايه فى شغلك انهاردة؟؟؟!!!


هى : تمام يا ماما الحمد لله ... "تيمور" ضايقك ولا حاجة؟؟؟!!!


الأم : لأ يابنتى .. معملش حاجة..ربنا يهديه.... جوزك عامل معاكى ايه؟؟..كويس؟؟!!


هى : أهه ...كويس يا ماما .. أهى عيشة والسلام..!!!


الأم : أنا مش عارفة انتى معنتيش بتحكيلى حاجة ليه هوه أنا مش أمك؟؟!!


هى : يا حبيبة قلبى... مش عايزة أشيلك همى أكتر من كده.... ما انتى طول عمرك شايلاه...عشان حتى صحتك...


الأم : لأ ... لأ ياختى فضفضى ..ده الهم لما يتقسم على اتنين ..يزول... وأنا أمك ..مكنتش أشيل همك هشيل هم مين؟؟!!!


هى : مفيش والله يا ماما حياتى زى ما هيه ...كل عيلته مشاركانى فيها...لو حصل مشكلة صغيرة ما بينى وبينه على مصروف البيت ولا نظام معين عايزين نحطه لحياتنا... ألاقى مامته عارفه .. وباباه عارف ...وأخته ....وخاله "كمال" ..حتى فى أبسط الأمور ..لو "تيمور" تعب شوية واقترحت عليه نغير الدكتور ده لأنى مش مرتحاله ....ألاقى العيلة كلها بتكلمنى وبتسأل ليه هتغيرى الدكتور ..ده كويس كملى معاه ... كتير أوى بتبقى المشكلة صغيرة وبتكبر بسبب تدخلهم ده ... وهوه طبعا اللى عاطيهم الفرصة دى...عارفة يا ماما.... أنا بقيت حاسة انى عايشة فى "بيت من غير جدران ولا شبابيك" .


الأم : طب ياختى ما تكلمى معاه بالراحة كدة .... الراجل بيجى بالمسايسة...!!!


هى : غلبت يا ماما ...غلبت ..مبئتش عارفة أعمل ايه؟؟!!


الأم : خلاص هكلمه أنا....


هى : لأ يا ماما.....لأ أبوس ايديك أنا مش عايزة المسائل تكبر...عشا ن خاطرى..يمكن لما ابننا يكبر يتغير ويعرف ان ده غلط.....وبعدين أنا بعتبه عشان مدخل الدنيا كلها فى حياتنا الشخصية..... أقوم أنا أعمل زيه!!!!!!!


الأم : خلاص يا بنتى والله ما أنا مكلماه.... براحتك .. ربنا يهديهولك.. أنا هعوز ايه غير راحتك؟؟!!!!



دقائق ويدق جرس الباب معلنا عن قدوم الزوج لكى يصطحبها الى منزلهما فلا تسمعه هى بسبب صوت فرقعة "البطاطس" التى ألقتها توا فى المقلاه... فتفتح الأم وترحب بالزوج وتسأله عن أخباره وأخبار صحة والدته ووالده .0فيبتسم قائلا " كلهم بخير يا طنط"......



الأم : يارب دايما يبقوا بخير يا بنى...احنا هيهمنا ايه غير راحتكوا...احنا هناخد زمانا وزمن غيرنا.... الواحد لازم يشوف راحة ولاده فين ويعملها .. آه... أنا مثلا قدامك أهه... عمرى اتدخلت فى حياتكوا .؟؟؟!!!! عمرى قولت رأيى فى حاجة تخصكوا؟؟؟!!!! عمرى قلت ليك ولا ليها اعمل ده ولا سوى دى ؟؟؟!!! أبدا .....عارف ليه؟؟!!! عشان يا "داخل ما بين البصلة وقشرتها ما ينوبك الا....!!!!!! وانت عارف الباقى بأه... وحياتكوا يا خويا لازم تبقى كتاب مقفول على اللى فيه.. آه.....انما يتساب مفتوح على البحرى كدة غلط يا ضنايا.....


الزوج : ايه لزومه الكلام ده يا طنط..... هيه "نوال" اشتكتلتك من حاجة؟؟!!!


الأم : لأ يا خويا مقلتش حاجة .. "نوال" عاقلة... وبتعرف اذاى تصون بيتها وجوزها ..أنا ربيتها هيه وأخوها على كدة...... بس برده "على وشك يبان با نداغ اللبان"..... آه..... وأنا "أم"...... ببص فى وش بنتى بحس انها كبرت ييجى 200 سنة مش عارفة ليه ... والمثل بيقول يا بنى.... "دارى على شمعتك تقيد"... وسرك أهل بيتك أولى بيه ... على رأى حماك الحاج "بدير" الله يرحمه...لو طلع السر من بين اتنين ميبقاش سر....



تخرج "نوال" من المطبخ مسرعة.... فيصدمها وجود "يوسف"الذى لم تدركه.... فتنظر لوجهه ولوجه أمها .....فتدرك بحس الزوجة الذى لا يخطىء ملامح الحديث الذى دار بين الأم والزوج ... وتنطق تعبيرات وجه "يوسف" معبرة عن ضيق تعلنه نبرات صوته صارخا ...."اجهزى يالله عشان نمشى.....!!!!!!!!!!! فتودعهم الأم قائلة ....:...."ربنا يهدى سركوا"....!!!!!!! .


تمت

هناك 15 تعليقًا:

هي وظروفها يقول...

لذيذه يا شيمو وحقيقيه وواقعيه وده اجمل مافيها حدوتك علي فكره يا شيماء خلتني افتكر الحما دي تبقي أمي مش عارف يمكن كلامها زي أمي بس من أجمل ما فيها حدوتك اسم تيمور الله بجد علي اختيارك اسم جامد جدا يلا ادديكي بتدينا اختيارات لاسامي عيالنا حلوه عقبال تيمور اابنك وسلمي كمان ومتزوديش عشان حسني بيزعل هما اتنين بس يلا سلام

أميرة الأحلام يقول...

شيماء الجميله ..
حلوه قوي القصه دى بتعبر فعلا عن واقع ناس كتير جدا بيخلوا اهلم يتدخلوا في حياتهم بسبب ومن غير سبب والمواضيع بتكبر والمشاكل بتتعقد
انا كان ربنا رازقنى بحماه مش هقول اكتر من ان ربنا يسامحها مش حكايه انه كان بيحكلها لا هي الي بتبقى هتموت وتعرف كل حاجه وتقول اصل انا ما اتعودتش ان اولادى يكون لهم حياتهم الخاصه ووالله ياشيماء كنت بعتبرها امى بس الحمدلله على كل حال
المهم انا ضد ان اي عيله من الناحيتين تتدخل في حياه ولادهم
ولازم الزوج او الزوجه يحافظوا على صورتهم الحلوه قدام اهاليهم عشان الصوره دى ما تتهزش ابدا لان مهما كانت مشاكلهم هيقدروا يحلوها بعد كده مع بعض وهتنتهى لكن التدخل بيكبرها ويمكن يعقدها ما يحلهاش
وده كان مبدأي في حياتى السابقه
بس للاسف هو الي معملش كده ودخل اهالينا في الاخر في مشاكلنا واصر على كده
يلا الحمدلله
طولت عليكى يا جميل ةزمانك زهقتى منى بس موضوعك عجبنى قوى
وحبيت اقول رايى فيه
تحياتى يا قمر

Ahmed Fayez يقول...


السلام عليكم.
انتي اللي كاتبة القصة دي يا شيماء!؟
حلوة.
مكنتش أعرف إنك شاطرة في الكتابة كدة.

(بس ليا تعليق صغير -مجرد تعليق- بالنسبة للفصحى .. محتاجة شوية تركيز)

القصة ليها تكملة!؟

بالنسبة للموضوع نفسه .. ماعرفش أقول إيه .. أصل أنا لسة ما دخلتش دنيا فماعرفش المشاكل دي.
ربنا يهدي الناس جميعاً.

-_- يقول...

جميلة بس في شوية اخطاء في اللغة العربية
بالتوفيق و انتظر المزيد

مهموهة أحمد يقول...

شوشو يا قمــــر ...

قصتك جميلة اوي و بجد واقعية جداااااااااا
و ربنا يسعدك دايما يا رب
و على فكرة انا اول مرة اشترك معاكي و اتمنى نكون اصدقاء و نتابع بعضنا
انا واميرة الاحلام و هي و ظروفها كلنا شلة تقصر العمر بعيد عنك
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

سعيدة جدا بيكي يا قمر
مع خالص حبي

sabry abo-omar يقول...

العزيزة شيماء: اول مرة ادخل عندك هنا بس اكيد مش اخر مرة لانى سعدت باسلوبك وطريقة تعبيرك عن افكارك بشكل ساخر جدا وكمان مش انكر ضحكى بشدة على عبارة اهبل على هذا العالم المثالى . طيب هاتعملى ايه كانه قدرك ان تنتمى اليه. ربنا يوفقك وتفضفضى عننا باسلوبك الجميل لانك بتتكلمى عن احوالنا بشكل او باخر.

Humman being يقول...

وليد "هى وظروفها" يلا بقه سمى تيمور...علشان يبقى "تيمور وليد" اسم لذيذ...وزود زى ما انت عايز..هات تلاتة أو أربعة..متسمعش كلام "حسنى"...بالتوفيق

Humman being يقول...

"أميرة الأحلام" ....الله شوفى الاسم جميل ازاى...انتى عشان انسانة كويسة ربنا بعدك عن الانسان ده بكل مشاكله..الأم اللى تجوز ابنها وتفضل حاسة انه ملكها هيه بس تبقى "أنانية"
وبعدين انتى تطولى زى ما انتى عاوزة..وتقولى كل اللى عاوزاه
تحياتى

Humman being يقول...

winnner آه والله أنا اللى كاتباها ...أنا بحب أكتب من زمان بس مش professional يعنى عشان كدة ممكن تلاقى الفصحة مش أد كدة... فضفضة والسلام
لأ ملهاش تكملة...عارف ليه...لأن دى القصة الأبدية ما بين الزوجة اللى عايزة حياة "خاصة" محدش يقتحمها .. وما بين أهل مصرين يشاركوها فى أدق تفاصيل حياتها..وصدقنى مبتتحلش
شكرا يا winner

Humman being يقول...

sharm شرفتينى بالزيارة ...ومعلش يا جماعة أنا مش محترفة أنا بحب أكتب خواطر كدة من أيام الدراسة سامحونى
تحياتى

Humman being يقول...

الوفية للأبد "مها" ده شرف ليا أنا اننا نكون أصدقاء ...وأكيد حظنا هيبقى أحسن فى الصداقة اللى هيه أحسن حاجة فى الدنيا
خالص تقديرى وتحياتى يا ميمو

Humman being يقول...

أبو عمر المصرى...نورت المدونة وأتمنى تكرار زيارتك...بس والله أنا فعلا اكتشفت انى فعلا عايشة فى عالم أنا بس اللى مقتنعة بيه وكل شوية أتصدم وأرجع أفوق تانى لما خلاص تعبت
يالله مطولش عليك شرفتنى بالزيارة
خالص تحياتى

حصان المرجيحة يقول...

علي فكرة اغلب مشاكل الجواز بتبقي فعلا نتيجة تدخل الاهل مع ان نيتهم بتبقي صافية بس مش كل وقت النية بتصحح العمل الغلط ، و انا فاكر امي لما اخويا اتجوز قالتله : مش عايزة اسمع منك اي حاجة عن بيتك و اللي بينكو تحلوه مع بعض بعيد عن اي حد
شكرا علي الموضوع

Humman being يقول...

شكرا على تعليقك "حصان المرجيحة" وياريت كل الناس تبقى زى والدتك

Ahmed Fayez يقول...


أنا لقيت حل للمشكلة دي.
بدل ما الواحد يتجوز واحدة تضايق أهله و أهله يضايقوها .. يستنى لحد ما أهله يموتوا و بعدين يتجوز .. يبقى فاضي ساعتها .. و كمان يبقى كوّن نفسه.